الشاعر المصري : مصطفى الجزار

من طرف **شاب كول 2** الجمعة أكتوبر 10, 2008 8:48 pm

الشاعر المصري : مصطفى الجزار

كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترَه
[b]فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَه [/b]

لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ
[b]سقطَت من العِقدِ الثمينِ الجوهرَه [/b]

قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا
[b]واخفِضْ جَنَاحَ "الخِزْيِ".. وارجُ المعذرَه [/b]

ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً
[b]فالشعرُ في عصرِ القنابلِ ثرثرَه [/b]

والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ
[b]فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرَه [/b]

فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها
[b]واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مَقبرَه [/b]

وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً
[b]وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرَه [/b]

اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها
[b]تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمِرَه
[/b]:
[b]"يا دارَ عبلةَ" بالعراقِ "تكلّمي"
هل أصبحَتْ جنّاتُ بابلَ مُقفِرَه؟
!
هل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ
وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟
!
يا فارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً
عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه!! [/b]

متطرِّفاً.. متخلِّفاً.. ومخالِفاً
[b]نَسَبوا لكَ الإرهابَ.. صِرتَ مُعسكَرَه [/b]

عَبْسٌ.. تخلّت عنكَ.. هذا دأبُهم
[b]حُمُرٌ -لَعمرُكَ- كلُّها مستنفِرَه [/b]

في الجاهليةِ.. كنتَ وحدكَ قادراً
[b]أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه [/b]

لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ
[b]فالزحفُ موجٌ.. والقنابلُ ممطرَه [/b]

وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ
[b]بينَ الدويِّ.. وبينَ صرخةِ مُجبَرَه [/b]

"هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالِكٍ"
[b]كيفَ الصمودُ؟! وأينَ أينَ المقدِرَه؟
!
[/b]هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ
[b]متأهِّباتٍ.. والقذائفَ مُشهَرَه [/b]

"لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى"
[b]ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه [/b]

يا ويحَ عبسٍ.. أسلَمُوا أعداءَهم
[b]مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرَه [/b]

فأتى العدوُّ مُسلَّحاً بشقاقِهم
[b]ونفاقِهم، وأقام فيهم منبرَه [/b]

ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم
[b]فالعيشُ مُرٌّ.. والهزائمُ مُنكَرَه [/b]

هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها
[b]مَن يقترفْ في حقّها شرّاً.. يَرَه [/b]

ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ... ودارُها
[b]لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه [/b]

فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقد ساكناً
[b]في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغفرَه [/b]

عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ.. وريشتي
[b]لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المِحبرَه [/b]

وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها
تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ.. لِتَعبُرَه